لعبة Grand Theft Auto V ليست فقط مجرد لعبة ممتعة غير قابلة للتصديق ولكنها ايضا لعبة ذكية حادة اللسان تهجي المجتمع الأميركي المعاصر بشكل غير مباشر، استفادت من جمع المميزات الرئيسية التي تناولتها GTA IV قبل 5 سنوات كما أنها مذهلة على المستوى التقني وتمتلك عالم افتراضي شاسع لن تجرؤ أي لعبة أخرى على الأقتراب منه سواء في الحجم أو النطاق، كل هذا بجانب القصة المشوقة التي يتم سردها بطريقة كوميدية تسخر من الواقع وفي نفس الوقت يصعب التنبؤ بأحداثها، جميع تلك العناصر تهدف الى دفع اللاعب لصنع مغامرته الخاصة في "أوس سانتوس" مستفيدا من العالم الافتراضي الضخم والمحتوى المذهل الذي لا مثيل له.
مراجعة لعبة Grand Theft Auto V كاملة للكمبيوتر |
قصة اللعبة :
أنها واحدة من افضل ألعاب الفيديو في تاريخ الصناعة بدون شك.الآن وبعد مرور سنة على إطلاق اللعبة وصدور النسخة المحسنة لمنصات Xbox One وPS4، يتطابق كل شيء تحدثنا عنه في المراجعة الأصلية مع النسخة الجديدة، فالقصة الرئيسية تستمر لـ30 ساعة كما هي بدون أي تغيير، يتم التحكم في 3 شخصيات افتراضية بقدرات لا حدود لها كالقيادة والطيران وركوب الدراجات النارية وقيادة القوارب، أما الإضافات الجديدة فهي محدودة نوعا ما وتمتد لتشمل بعض مظاهر الحياة البرية مثل القطط والدلافين ومجموعة مختلفة من المهمات الفرعية والمقتنيات التي أصبحت تنتشر بشكل مهول في جميع انحاء البيئة الافتراضية.
الميزة الرئيسية في لعبة GTA V على منصات الجيل الحالي مقارنة بالنسخة الماضية، هي الترقية التي قمات بها شركة "روكستار" لعالم اللعبة بالكامل ليبدو أكثر اشراقا وأقوى رسوميا من أي وقت مضى، ويستفيد من مميزات الأجهزة الجديدة بطريقة رائعة تجعل "لوس سانتوس" مفعمة بالحياة أكثر من أي وقت مضى، بداية من عمل اللعبة بدقة عرض 1080 بيكسل وتعزيز الـtextures بشكل كامل وتأثيرات الإضافة والتفاصيل العامة التي جعلت اللعبة تبدو أكثر واقعية، ناهيك عن القدرة على رؤية أفاق "لوس سانتوس" بوضوح تام وبطريقة رائعة، ولا أعتقد أن العواصف الممطرة التي سيراها اللاعبون في اللعبة ستتكرر مرة أخرى في أي لعبة أخرى، باختصار تام، GTA V أعادت تقديم نفسها بصفتها مثال حي على ما يمكن لألعاب العالم المفتوح أن تقدمه في المستقبل من حيث المحتوى والبيئة والجودة الرسومية ووجود أنشطة لا نهاية لها.
نسخة PS4 شهدت تحسن في مستوى المؤثرات البصرية بشكل طفيف عن نسخة Xbox One ويظهر هذا الأختلاف في المناطق الخضراء والعشبية الواسعة، كلا النسختين يعملان بشكل سلس بسرعة 30 إطار في الثانية مع وجود تباطؤ نسبي في بعض الأحيان وبعيدا عن الأختلافات الرسومية لا يوجد أي اختلافات أخرى باستثناء يد تحكم Xbox One التي تبدو أكثر سلاسة في القيادة، وقدرة يد تحكم DualShock 4 على تشغيل الرسائل الصوتية عبر مكبر الصوت الخاص بها، بالإضافة الى الإضاءة المميزة ذات الألوان الزرقاء والحمراء التي تظهر عندما تبدأ قوات الشرطة في مطاردتك.
الإضافة الأبرز والتي انتظرها الملايين من عشاق السلسلة طويلا هي أمكانية تجربة القصة بالكامل من منظور الشخص الأول، انها تجربة مذهلة وفريدة من نوعها نعيشها لاول مرة مع ألعاب GTA والافضل من ذلك أن "روكستار" ركزت جهودهاعلى أن تبدو التجربة مذهلة في جميع المواقف لترى العالم الافتراضي بعيون الشخصيات الافتراضية بدلا من رؤيته من خلف ظهورهم، كذلك يعطيك اسلوب التحكم الفرصة لفرض سيطرتك على الشخصيات والاستفادة من العناصر المختلفة بالإضافة لإمكانية التحويل من منظور الشخص الأول الى الثالث بسهولة تامة اثناء قيادة السيارة أو اثناء التخفي وراء الجدارن، فالأمر يجعل التجربة برمتها تبدو وكأنك أنت من تخوض المغامرة وليست الشخصية الافتراضية نفسها، هذه الميزة وحدها تجعل اللعبة مختلفة تماما عن الإصدارة الأصلية، وعلى الرغم من محدودية الرؤية اثناء القيادة، إلا أن هناك دوما خيار التحول لمنظور الشخص الثالث للرؤية بشكل أفضل في مواقف محددة.
ولمعرفة حجم المجهود المبذول من قبل "روكستار" في تطوير اللعبة، يكفي أن نخبركم أن جميع الأنشطة الجانبية تم تعديلها لتبدو واقعية ومناسبة لمنظور الشخص الأول، بما في ذلك تسلق السلالم أو سرقة سيارة عنوة في عرض الشارع، جميعها تبدو واقعية بدرجة كبيرة، حتى المهمات الرئيسية نفسها، مثل المشهد الذي يسقط فيه ابن "مايكل" مشروبه الغازي في السيارة، باختصار، يبدو الأمر وكأن اللعبة تم إعادة العمل عليها من الألف للياء، فهي مختلفة بدرجة كبيرة نحو الأفضل بدون شك.
طور اللعب الجماعي مازال يحتفظ بأثارته الخاصة من خال مجموعة من الوظائف المميزة المتاحة للاعبين مثل السباقات ومهمات السرقة والمعارك القتالية باستخدام السيارات، انها مهمات مثيرة يمكن التطرق لها في أي وقت عن طريق النمط التعاوني أو بشكل فردي، ولكنه يعاني من بعض المشاكل التقنية ، فعلى سبيل المثال، لم نستطع الدخول لأي مباراة في طور الجماعي تتضمن أكثر من 7 لاعبين على الرغم من أن تلك المباريات معدة لـ30 لاعب، كما أن وقت التحميل اثناء الدخول والخروج طويل بعض الشيء، ولمعرفة حجم المعاناة التي مررنا بها يمكننا أن نخبركم أننا قضينا 60% من الوقت في تجربة أطوار اللعب الجماعي، و40% في انتظار إنتهاء التحميل، وفي ظل وجود مشاكل تقنية عديدة في الطور الجماعي وتوقف مفاجيء، لا نوصى لأي شخص باقتناء اللعبة اعتمادا على الأونلاين فقط.
الإيجابيات
- القصة : تخلت روكستار عن قصصها المعتادة اللي تدور حول “الحلم الأمريكي” و أن البطل غلبان و مضطر يعيش حياة الإجرام، أما الان ركزوا على قصة أمريكا الواقعية اللي تدور حول عالم الفساد العام و الغش و الأوضاع الإقتصادية و الخيانات و الإنحطاط.
- ثلاث شخصيات متميزة فلكل شخصية قصته و طابعه الخاص فيه، مايكل الشخصية الغنية “الشبعان” و الطفشان في حياته و مشاكله العائلية، فرانكلن من الأحياء الفقيرة و عاش حياة العصابات و يبي يحسن وضعه بأي طريقة، و بعدين عندك (تريفور) الطعس اللي يسمونهم Rednecks هذا كوم لحاله و تحسه فاصل أغلب الوقت ووضعه العقلي غير مستقر يعني هذا تتوقع منه أي شي! و فعلياً هو شخصيتي المفضلة… بالإضافة عندك قصتهم لمن يجتمعون و الأحداث الناجمة عن هذا الشي.
- التمثيل ينافس أو يتخطى التمثيل في أفلام هوليوود، سواء من التمثيل الصوتي اللي تلاقي كل شخصية صوته و أسلوبه في الكلام واقعي جداً و راكب عليه، مثلا مايكل و كلامه المرتب أو فرانكين و أسلوب الكلام الشوارعي. أو حتى حركات الشخصية في المشي و تفاعله مع البيئة تلاقي كل واحد له جووه الخاص.
- العالم كبير و حيوي جداً، راح يستانس عليه الناس اللي يحبوا الإستكشاف و البحث لأنه أفضل شي في لوس سانتوس أن تقريباً كل مكان راح تلقي فيه شيء جالس يصير أو فعاليات تقدر تشارك فيها، مثلا طلعت فوق جبل و لقيت ناس يبون يسابقوني بدبابات، ركبت قارب و رحت شاطئ منعزل و مهجور لقيت فيها ناس سكرانين يحتفلون، مشيت في غابة و جا نمر بريء أفترسني، طلعت فوق ناطحة سحاب لقيت واحد يبيني أشاركه في القفز المظلي، و مع أني مختم اللعبة إلا أنه باقي مناطق كثيرة في الخريطة ما زرتها و متحمس أرجع و أكتشف كل الأشياء اللي فاتتني.
- مهمات السطو تحسسك بحماس غير طبيعي لأنك في هذا الجزء تشارك في كل خطوة و تفاصيلها، أولاً تحتاج تختار الخطة اللي تبي تنفذ فيها العملية، هل تحب تسوي العملية بخطة ذكية و محكمة؟ ولا إنت من النوع اللي تحب الدرعمة؟ بعدها تختار الطاقم اللي ينفذ معك العملية بإحكام لأن خبراتهم تختلف عن بعض، بعدها تحتاج تجهز أدوات العملية المطلوبة حسب الخطة اللي انت اخترتها. و أحلى شعور لمن تبدأ العملية و تتنفذ الخطة بالشكل اللي تبيه و لو صار شي غير متوقع كيف يتفاعل الفريق لتصحيح الأوضاع، بالفعل تحس انك مشارك في عملية سطو مثل ما تشوف في الأفلام السينمائية و أتذكر بالتحديد فيلم “Heat” و فيلم “Ocean’s eleven”.
- نظام التغيير بين الشخصيات الثلاثة أبهرتني فوق التوقعات، في البداية كنت من المشككين و قلت ما اتوقع انهم بيضبطونها، لكن على عكس توقعاتي نظام التغيير هذا من أكثر الأشياء اللي عجبتني في اللعبة لعدة أسباب منها أني أشارك في عمليات السطو من كل النواحي مثلا في أوقات أحتاج أكون قناص و أراقب المنطقة و في وقت ثاني احول إلى الشخصية اللي يسوق الطائرة المروحية، ووقت المعارك أحول إلى الشخصية اللي في ساحة المعركة بالإضافة الى إني أوزع الشخصيات بشكل استراتيجي بحيث أغطي كل المداخل و المخارج عشان لا يجون الأعداء من ورا. السبب الثاني اللي زاد إعجابي في هذا الشي هو اني ما أمل من الشخصيات أبداً، يعني لو حسيت أني بديت أطفش من مايكل احول على تريفور و أشوف ايش جالس يخبص في حياته و تشوف ايش كان يسوي مرات ادخل عليه ألاقيه يتحرش في الفقراء ولا ألاقيه سكران و نايم في وسط الشارع بملابسه الداخلية.
- لكل شخصية نقاط قوة يتميز فيها عن غيره مثل واحد شاطر في السواقة و الثاني في الطياران و الثالث في القنص و هكذا و هذا الشي يزيد في الواقعية و في المهمات تختار الشخصيات المناسبة، مب مثل الأجزاء اللي فاتت اللي البطل فيها سوبرمان يعرف يسوي كل شي في العالم “اسف يا نيكو”.
- العالم مليء بالمهمات الجانبية العشوائية و مب شرط تشارك فيها أو تساعدهم، بس أحيانا تكتشف انك ساعدت شخص مهم و تلاقي نفسك في قصة عميقة و مثيرة و تجيك جائزة ما تكون متوقعها أساساً و مب شرط الجائزة تكون دائما حاجة كويسة!
- الشرطة و الجيش أخيرا صار لهم شوية هيبة و قوة، في الأجزاء السابقة الشرطة كانوا شي تستانس و تستهبل عليهم، الان ممكن تموت كذا مرة عشان تخلص مهمة و يجبرونك تستخدم خاصية الإحتماء خلف الجدران و اختياء أماكن مناسبة للمواجهة.
- المركبات بأنواعها، السيارات و تلغيمها و سواقتها، القوارب و الجت سكي، الغواصات، الطائرات النفاثة و المروحية، حتى دراجات السيكل و دباب التطعيس أبو أربعة كفرات كلها تضيف إلى متعة اللعبة.
السلبيات
- أحياناً يصير تقطيع في الشاشة بس هذا الشي نادر و فعلياً ما يأثر على التجربة.
- مناظر خادشة للحياء كان من الممكن يتجنبونها.
- كنت متأمل أشوف تنوع أكثر في موديلات السيارات، لأني أحياناً أشوف السيارات تتكرر بشكل مزعج عند الإشارات.
الزبدة
لعبة GTA V على منصات Xbox One وPS4 هي تحفة فنية لنفس الأسباب المذكورة في المراجعة الأصلية على أجهزة Xbox 360 وPS3، فعالمها الافتراضي شاسع ومذهل بدرجة لا يمكن تخيلها، وتعتبر تلك الإصدارة هي الأفضل للأستمتاع بأحداث اللعبة بعيدا عن انماط اللعب الجماعية التي تعاني من مشاكل متفرقة، انها فرصة ثمينة لكل من لم تسنح له فرصة تجربة اللعبة من قبل، أما من قام بتجربتها فسيسعد بإعادة الاحداث مرة أخرى بطريقة مختلفة، فنحن استمعتنا بكل لحظة داخلها عندما صدرت لأول مرة في 2013، ومن المفاجيء أن اللعبة أثارت اعجبانا مرة أخرى بالرغم من وجود فارق زمني بين الإصدارتين 12 شهرا فقط.
شراء اللعبة :
- المتجر الرسمي : Steam
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire