اللعبة المثالية لعشّاق ألعاب التخفّي، وعودة ناجحة لتركيبة Hitman الأصلية. سيجد عشّاق السلسلة كل ما افتقدوه في Hitman: Absolution، أما اللاعبين الجدد فسيستمتعون بلعبة تخفّي مميزة جداً تستمر معهم لفترة طويلة ، على غير العادة، قرر استديو IO Interactive أن يصدر الجزء الجديد من سلسلة Hitman في شكل حلقات منفصلة لأول مرة في تاريخ السلسلة، الأمر الذي كان محبطا لي وللكثير من محبي اللعبة، مما ترتب عليه في النهاية إنتظاري للنسخة النهائية للموسم الأول لخوض الأحداث كاملة دفعة واحدة للحكم على التجربة بصورة أدق بدلا من نظام الحلقات الذي يؤثر بالسلب على ألعاب هذا النوع ويجعل تتبع القصة وتفاصيلها أمر غير مرضي إطلاقا.
مراجعة لعبة Hitman كاملة اَخر إصدار للكمبيوتر |
أدنى متطلبات تشغيل اللعبة :
- معالج : Intel CPU Core i5-2500K 3.3GHz / AMD CPU Phenom II X4 940
- الرام : 8 GB
- كرت الشاشة : NVIDIA GeForce GTX 660 / Radeon HD 7870
- نظام التشغيل : Windows 7 / 8 / 8.1 / 10 (64 bit)
- مساحة فارغة على القرص الصلب : 50 GB
صور اللعبة :
قصة اللعبة :
صدرت اللعبة الكاملة المتضمنة للحلقات الستة في نهاية يناير الماضي للأجهزة الثلاثة الرئيسية، حيث يظهر Agent 47 لأول مرة على أجهزة الجيل الحالي في إصدارة تعيد تقديم السلسلة للاعبين بصورة أضخم وأكثر دقة من الأجزاء السابقة، مع التركيز على حياة الشخصية الرئيسية الغامضة من البداية، وتحديدا عندما التقى وكيلته ومساعدته “ديانا بيرنوود” للمرة الأولى ليتعاونوا سويا في مجموعة من عمليات الإغتيال المختلفة حول العالم والتي تهدف لحماية منظمة ICA وعملائها قبل أن يكتشفوا كونهم جزء من مخطط أكبر يهدد حياتهم.
قدمت اللعبة 6 حلقات يتخللهم مجموعة من العروض السينمائية القليلة التي تشرح بعض المؤمرات التي تحاك في الخفاء أو ما سيفعله Agent 47 في المهمة التالية، تلك العروض كانت فرصة جيدة لإلتقاط الأنفاس والاستعداد للمرحلة التالية، ولكنها لم تكن شفيعا للقصة الركيكة التي قدمتها اللعبة وتعمد المماطلة في الأحداث طوال الوقت والتركيز على قصص فرعية بدلا من الأحداث الرئيسية والوصول في النهاية الى نتائج غير مقنعة لن تنال رضا اللاعب بعد الإنتهاء من الأحداث كاملة، ورغم كون النهاية مفتوحة وتمهد الطريق للجزء الثاني، إلا مستوى القصة في المجمل لم يكن بالمثير أو بالسبب الكافي لمتابعة الأحداث بشغف وانتظار ما سيحدث تاليا.
القصة لم تكن دوما العنصر الأبرز في ألعاب Hitman مقارنة بأسلوب اللعب، ولحسن الحظ تم التغلب على الأحداث المتوقعة بأسلوب لعب دقيق ومنوع لأقصى درجة يخدم الهدف الرئيسي من اللعبة وهو الإعتماد على التسلل والتخفي طوال الوقت والوصول الى الهدف بأكثر الطرق هدوءا دون أن ينكشف أمرك، شخصيا لم أكن في حاجة لترسانة الأسلحة التي يحملها Agent 47 وأكتفيت باستخدام ابسط الأدوات وأكثرها تأثيرا مثل الـFiber Wire المستخدم في التخلص من خصومك خلسة، أو القطع النقدية التي تساعد في إرغام الأعداء على ترك أماكن تمركزهم واعطاء اللاعب الفرصة للتخلص منهم بصورة أكثر امانا بعيدا عن أعين الجميع، طوال أحداث اللعبة المستمرة لقرابة الـ12 ساعة استخدمت الأسلحة النارية بشكل محدود للغاية نظرا لأنني لم أكن في حاجة اليها اغلب الوقت.
دقة أسلوب اللعب شملت إضافات مميزة جعلت اللعبة أكثر متعة في خوض مراحلها كالفرص التي تتاح للاعب في كل مرحلة ويمكن استغلالها للوصول للهدف بشكل مبتكر وغير معهود، وهي الميزة التي تعتمد في الغالب على اختراق المناطق السرية وارتداء ازياء تخفي هوية Agent 47 الحقيقية للوصول لهدفك، فإذا كان خصمك يعشق تناول الطعام الياباني يمكنك أن تتنكر في زي شيف متخصص في إعداد السوشي ومن ثم تضع السم في طعامه دون أن يلاحظ، أو أن تتحول إلى مدلك محترف إذا كان هدفك معتاد على الخضوع لجلسات المساج والعلاج الطبيعي بشكل دروي، ومن المؤكد أن تلك ستكون جلسته الأخيرة، أما إذا كنت تبحث عن الغير مألوف، فهناك طرق لا حصر لها تمكنك من التخلص من هدفك بشكل مبتكر دون حتى أن تقترب منه أو أن تراه وجها لوجه.
كل مرحلة توفر عدد ضخم من الفرص التي يمكن استغلالها للوصول لخصمك، وبما أن طريقة واحدة كافية لإنجاز المهمة، وجدت نفسي مرغما على إعادة كل المراحل تقريبا لإغتيال خصومي بطرق مختلفة ومعرفة الفرص الأخرى التي فوتها في المرة الأولى، وهو أمر مجزي في الواقع بالنظر الى عمر اللعبة القصير نسبيا والذي يتطلب ساعتين من اللعب المتواصل في كل مرحلة تقريبا، تلك الإضافات السابق ذكرها لم تؤثر على عناصر أسلوب اللعب الرئيسية التي عهدناها في الإصدارات السابقة كقدرة البطل على رؤية خصومه خلف الجدران أو التسلل عبر الأنابيب والشرفات المفتوحة أو التظاهر بالإنشغال لإبقاء أعين المترقبين بعيدة.
تصميم المراحل يعتبر الأفضل والأكثر ضخامة في تاريخ السلسلة، فاللمرة الأولى سيكون بإمكانك التجول في مساحة إفتراضية شاسعة ومختلفة التفاصيل، حيث تم تقسيم كل مرحلة الى منطقتين رئيسيتين يتوجب على اللاعب الإنتقال بينهما لإغتيال أهدافه، بعض المراحل أمتازت بأعداد الشخصيات الإفتراضية الضخمة والديكورات والأزياء التي تعبر عن المنطقة وثقافتها مثل مرحلة “باريس” و”اليابان”، في حين أن مرحلة “إيطاليا” كانت الأكثر أناقة والأفضل في استخدام الألوان يليها مرحلة “بانكوك”، أما زيارة الولايات المتحدة الأميركية في الحلقة الخامسة فلم تكن بمثل تلك الإثارة ولم تقدم أي جديد يذكر سواء في التصميم العام أو الفرص التي أتيحت للاعب أو أحداثها المتوقعة بدرجة كبيرة.
منذ اللحظات الأولى شعرت وأن اللعبة أصبحت أكثر سهولة، وهو أمر لن يخفى على أي شخص، فمهمات الأجزاء السابقة التي اعتمدت على وضع “47” في بيئة عدوانية وتركه يفعل ما يحلو له لم تعد متوافره، بل يتم توجيه اللاعب بشكل غير مباشر لإستغلال أحداث معينة يتعرف عليها من خلال الإستماع الى أحاديث المارة، ولكن رغم سهولة اللعبة في المجمل وإمكانية انهاء المهمات بشكل سريع في بعض الأوقات، إلا أن هناك عددا ضخما من التحديات التي وضعت في كل مرحلة لزيادة مستوى الصعوبة لأقصى درجة، والتي تفرض على اللاعب تنفيذ المهام بطرق معينة كعدم قتل أي شخص أو عدم تغيير الزي طوال الأحداث، وهو أمر رائع لمن يبحث عن أقصى درجات الصعوبة ويرغب بإختبار مهارته الحقيقية.
بالنظر لكون أحداث القصة الرئيسية قصيرة نسبيا، قرر استديو IO إضافة أنماط لعب جديدة تظهر لأول مرة مثل نمط Escalation الذي يسمح للاعب بخوض نفس المراحل الستة مجددا ولكن يطلب منه إغتيال أهداف مختلفة وبشروط أكثر تعقيدا، كارتداء زي محدد عند تنفيذ العملية أو استخدام اسلوب معين للقضاء على خصمك، وتزداد صعوبة تلك المهمات كلما تمكن اللاعب من تنفيذ ما يطلب منه بشكل صحيح.
النمط الثاني هو Elusive Targets عبارة عن مهمات متاحة لفترة زمنية محددة وعلى اللاعب إنهائها بشكل صحيح من المحاولة الأولى من خلال تحديد هدفه والقضاء عليه دون أن يتم كشف امره، فبمجرد التعرض للموت أو كشف هويتك الحقيقية قد لا تتمكن من مطاردة الهدف مرة أخرى، ولذلك يجب تنفيذ تلك المهام بحذر شديد، والإلتزام بأسلوب التسلل والتخفي قدر المستطاع، هناك نمط لعب اخر يسمح للاعبين بتحديد أي هدف من أي مرحلة وتحدي اللاعبين الأخرين لإنهاء تلك التحديات بطرق معينة، كل تلك الأنماط تمتلك نفس الهدف وهو إعادة تجربة مراحل اللعبة الستة من جديد مع تحديد اهداف مختلفة حتى لا يشعر اللاعب بالملل أو التكرار.
كون اللعبة اعتمدت على عدد محدود من المشاهدة السينمائية بين المستويات المختلفة، سمح هذا الأمر في المقابل بالتعرف على ملامح القصة بصورة أكبر من خلال المحادثات الصوتية، سواء بين 47 ووكيلته “ديانا” أو بين الشخصيات الإفتراضية وبعضها البعض، ساعد على نجاح تلك الجزئية الأداء الصوتي المميز سواء صوت الشخصية الرئيسية الذي يغلب عليه الجدية والصرامة أو “ديانا” التب تبدو منبهرة بشخصية 47 في كل مرة تتحدث إليه، أو حتى الشخصيات الأخرى التي أدت ادوارها بإتقان حتى وأن كانت بسيطة، أضف الى ذلك الموسيقى التصويرية التي اختلفت في كل مرحلة بحسب ثقافة المنطقة وساعدت على إندماجي مع الأحداث بشكل افضل.
على المستوى التقني وفرت اللعبة اداء سلس على جهاز PS4 دون أن تعاني من مشكلة الهبوط بالإطارات بسبب الأعداد الضخمة للشخصيات مثلما حدث في البيتا منذ أكثر من عام، وساهم محرك Glacier في ظهور البيئات بشكل رائع ودقيق وتقديم نظام إضاءة غاية في الروعة والدقة سواء في المناطق المفتوحة أو المغلقة، ورغم أن أعداد الشخصيات الضخمة وفرت أجواء مختلفة وجديدة على السلسلة، إلا أن نماذج الشخصيات شهدت كالعادة تكرار لا حصر له.
كلعبة صدرت بنظام الحلقات، فمحتوى Hitman مخيب للأمال بدرجة كبيرة مقارنة بالإصدارات السابقة، وحقيقة يمكنني أن اشعر بتذمر كل شخص قرر أن يقوم بتجربة الحلقات أول بأول ليحصل في النهاية على مهمة واحدة يمكن إنهائها في غضون ساعتين وينتظر مجددا لشهر كامل من أجل العودة لإكمال الأحداث، أمر محبط في الواقع بالنظر لعمر اللعبة الذي يعتبر الأقصر في مسار السلسلة حتى الآن وبغض النظر عن أنماط اللعب الإضافية التي لا تقدم أي جديد في الأحداث وتستخدم نفس إعدادات البيئات المتاحة، ورغم دقة اسلوب اللعب والتصميم العام المميز، إلا أن Hitman ستشعر اللاعب دوما بكونها غير مكتملة، أو كون الأحداث تم اختزالها عن عمد للإعلان عن موسم ثاني للعبة.
الإيجابيات
- مراحل كبيرة مصمّمة بشكل جميل جداً (بعضها مبهر) وواقعي، ومليئة بالتفاصيل والفرص التي يمكنك الاستفادة منها لاتمام المهام.
- إمكانية إعادة المرحلة أكثر من مرة لمحاولة إنهائها بطريقة مختلفة، أو اكتشاف خفاياها.
- نظام “الفرص” (Opportunities) يسهّل لك اتمام المهام والتعرّف على الفرص في حال رغبت في التركيز على اللعب فقط دون قضاء وقت طويل في الاستكشاف ودراسة المرحلة. شخصياً استفيد منه عند لعب المرحلة للمرة الأولى فقط لأتعرف عليها بشكل عام، قبل إعادتها ومحاولة إنهائها بدون أي مساعدة.
- من الألعاب النادرة التي تعتمد على التخفّي الواقعي بجميع تفاصيله. ستجد نفسك تبحث عن الأشخاص الذين يمكنك الاستفادة من ملابسهم، وتتقمّص أدوارهم ليسهل ترتيب عملية اغتيال لا تثير الشك، بدلاً من اعتمادك على قدرات خارقة، او التخفّي خلف الحواجز طوال المرحلة.
- تحديثات “الهدف المراوغ” (Elusive Target) التي تضيف لك شخصاً جديداً بشكل دوري (ومؤقت) في أحد مراحل اللعبة لمحاولة اغتياله. ستحصل على معلومات محدودة عن الهدف لتستطيع تحديد موقعه في المرحلة، ومحاولة واحدة فقط لاغتياله. إضافات ممتازة لمن أنهى اللعبة ويبحث عن المزيد من التحديات.
السلبيات
- قصة ضعيفة يبدو ان الهدف الوحيد منها هو الربط بين الحلقات، وإعطاء أهمّية أكبر للمهام.
- “التحديات” التي يمكنك إنهائها في المراحل للحصول على أسلحة وأدوات جديدة تتطلّب اتصالك الدائم بالإنترنت، مما يعني ان انقطاع اتصالك في أي لحظة خلال لعبك يحرمك من إمكانية إتمام تلك التحديّات. نقطة مزعجة وغريبة للعبة طور فردي
الزبدة :
يعود Agent 47 على أجهزة الجيل الحالي في مغامرة أضخم وأكثر دقة وتنوع من أي لعبة سابقة في السلسلة، مع اسلوب لعب متشعب يوفر فرص مبتكرة للقضاء على الخصوم، ولكن الإهتمام بتلك العناصر بصورة أكبر من غيرها أثر بشكل سلبي على أحداث القصة التي لا تضاهي الإصدارات السابقة، ناهيك عن عمر اللعبة القصير للغاية ومحتواها المحدود الذي لا يلائم نظام الحلقات الذي اتبعته طوال العام الماضي.
شراء اللعبة :
- المتجر الرسمي : Steam
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire